التخطيط للتدريس





قد يجانب الصواب بعض الزملاء المعلمين حين يظنون أن التخطيط للتدريس إنما هو مجرد كتابة مجموعة من الأهداف السلوكية ومجموعة من الأساليب التعليمية أو هو مجرد كتابة موضوع الدرس في دفتر خاص يطلق عليه دفتر التحضير وقد خلق لديهم مثل هذا المفهوم الخاطئ للتخطيط اتجاهات سلبية نحو التخطيط للتدريس.
فالتخطيط للتدريس يمثل منهجًا وأسلوبًا وطريقة منظمة للعمل, أنه عملية عقلية منظمة هادفة تؤدي إلى بلوغ الأهداف المنشودة بفعالية وكفاية والتخطيط يمثل الرؤية الواعية الذكية الشاملة لجميع عناصر وأبعاد العملية التعليمية وما يقوم بين هذه العناصر من علاقات متداخلة ومتبادلة وتنظيم هذه العناصر بعضها مع بعضها بصورة تؤدي إلى تحقيق الأهداف المنشودة لهذه العملية المتمثلة في تنمية المتعلم فكرًا وجسمًا وروحًا ووجدانًا. والتخطيط للتدريس يعني الإعداد لموقف سيواجه المعلم وهذا يقودنا, إلى استنتاج يتعلق بعملية التخطيط في أنها ليست عملية روتينية إذ لا يستطيع المعلمون أن يتنبؤوا بسلوك التلاميذ في الموقف التعليمي كما أن المعلومات والمعارف في تغير دائم متأثرة بسرعة التغير في العصر الحاضر، ولعل هذا يجعل من التخطيط للتدريس أمرًا لازمًا وحتميًا للمعلم.
أهمية التخطيط للتدريس
التخطيط للتدريس من الأمور الضرورية واللازمة في العملية التربوية وفيما يلي بعض الجوانب التي توضح أهمية التخطيط للتدريس:
- يؤدي التخطيط للتدريس إلى مساعدة المعلم على مواجهة المواقف التعليمية بثقة وروح معنوية عالية.
- تؤدي عملية التخطيط إلى تنظيم عناصر الموقف التعليمي وتنظيم تعلم التلاميذ وتجنب المعلم العشوائية في التعليم.
- التخطيط للتدريس يؤدي إلى مساعدة المعلم على تجنب الكثير من المواقف المحرجة أو المواقف التي تؤدي إلى وقوع المشكلات الصفية.
- يساعد التخطيط للتدريس المعلم على النمو المهني المستمر.
- يوضح التخطيط للتدريس الرؤية أمام المعلم وبخاصة فيما يتعلق بتحديد الأهداف التعليمية ومحتوى هذه الأهداف والأنشطة  والإجراءات  التعليمية المناسبة لها واختيار أساليب التقويم الملائمة وتحديد الزمن المناسب مما يساعد في تحقيق أهداف عملية التعليم بسهولة ويسر.
- يؤدي التخطيط للتدريس إلى مساعدة المعلم للقيام بدوره في عملية تحسين وتطوير المنهج الدراسي ذلك لأن التخطيط يتطلب من المعلم القيام بعملية تحليل ودراسة للمنهج الدراسي والتعرف على  المواد التعليمية والمصادر التعليمية اللازمة لتنفيذ الأهداف التربوية وبالتالي فإن التخطيط يمثل أحد الفرص الهامة التي تؤدي لإثراء المنهج وتحسينه.
- يؤدي التخطيط للتدريس إلى مساعدة المعلم على اكتساب بعض المهارات اللازمة له خاصة في المجالات الرئيسية التالية:
- مهارات تحديد الاستعداد التعليمي للتلاميذ.
- مهارات تنظيم التلاميذ وتصنيفهم في مجموعة تبعًا للفروق الفردية بينهم.
- مهارات تحديد الحاجات التعليمية للتلاميذ.
- مهارات اشتقاق وتحديد الأهداف التعليمية وصياغتها على شكل نواتج.
- مهارات تحديد مصادر التعليم الجيد.
- مهارات الضبط الصفي وإدارة الصف بشكل عام.
- مهارات التغذية الراجعة والحصول عليها والاستفادة منها في تحسين تعلم التلاميذ.

مبادئ التخطيط للتدريس:
إن التخطيط للتدريس يمثل أحد المهارات المهمة التي ينبغي على المعلم اكتسابها وممارستها ذلك لأن دور المعلم في التخطيط يشبه دور المهندس الذي يقوم بإعداد المخططات والرسوم الهيكلية للبناء كما أن نجاح المعلم في تحقيق الأهداف التربوية المنشودة لعملية التعليم, يتوقف إلى درجة كبيرة على مدى واقعية الخطط ودقتها ووضوحها فالخطة التدريسية تمثل على قاعدة الارتكاز ومحور الانطلاق في العملية التربوية وفي إطار هذه المعطيات هناك ميادين أو شروط أو أسس ينبغي على المعلم مراعاتها في عملية التخطيط للتدريس:
- يجب أن توضع  خطة التدريس في ضوء الأهداف التعليمية المحددة.
- يجب أن تربط الإجراءات والأساليب والوسائل والمواد التعليمية التي تتضمنها الخطة بالأهداف التعليمية المحددة  وبالخبرات والنشاطات التعليمية وأن تتناسب هذه الإجراءات مع الأهداف والخبرات.
- يجب أن تربط أساليب التقويم وإجراءاته التي تتضمنها الخطة بالأهداف التعليمية والخبرات والأنشطة  والإجراءات التعليمية.
- ينبغي أن تراعى في الخطة الخصائص النمائية للتلاميذ وحاجتهم والفروق الفردية بينهم.
- ينبغي أن تكون الخطة ممكنة في ضوء الإمكانات المادية والزمنية المتاحة.
- ينبغي أن تكون الخطة ممكنة التحقيق والتنفيذ وينبغي الابتعاد عن وضع الخطط المثالية التي لا يمكن تنفيذها.
- يجب أن يراعى  في التخطيط للتدريس مبدأ تكامل الخبرات وتحقيق الاتصال والوحدة والتكامل بين كل خطة وبين الخطط السابقة.
- يجب أن تتصف عملية التخطيط بالشمول بمعنى أن تشمل العناصر والشروط والمتغيرات التي تحيط بالموقف التعليمي.
- ينبغي أن تتصف عملية التخطيط  بالمرونة والاتساع وإمكان التغيير.
مستويات التخطيط للتدريس:
يختلف التخطيط باختلاف الفترة الزمنية التي يتم على ضوئها تنفيذ الخطة فهناك تخطيط على مستوى حصة دراسية وتخطيط لشهر دراسي أو لفصل دراسي أو لسنة دراسية  ويمكن القول أن هناك مستويين للتخطيط هما:
1- التخطيط بعيد المدى مثل  الخطط السنوية والفصلية.
2- التخطيط قصير المدى مثل التخطيط  لحصة دراسية أو لأسبوع دراسي أو لوحدة دراسية.
أولا: التخطيط بعيد المدى (السنوي أو الفصلي)
يطلب من المعلم إعداد خطة سنوية يوضح فيها خطة سير العملية التعليمية على مدار العام الدراسي لتنظيم عمله في تنفيذ أهداف العملية التعليمية المتضمنة في مناهج المباحث المطلوب منه تعليمها وهكذا، فالخطة السنوية بمثابة دليل عمل للمعلم حيث يتضمن هذا الدليل الأهداف والخبرات والأساليب والإجراءات التعليمية وأساليب التقويم والفترة الزمنية للتنفيذ وأولويات العمل فهي تحدد للمعلم معالم الطريق  الذي سوف يسلكه على مدى العام الدراسي أما بالنسبة لعناصر هذه الخطة فيمكن تحديدها  على النحو التالي:

1- الأهداف الخاصة بالموضوع الذي يدرسه المعلم ويحب أن تنفذ هذه الأهداف على شكل سلوكي وأن تتصف بالشمول (المعرفية, المهارات, الاتجاهات) وأن تتصف بالتحديد.
2- الخبرات التعليمية التي تؤدي إلى تحقيق الأهداف السابقة (محتوى المنهج).
3- الإجراءات والأساليب والوسائل التعليمية والمواد التعليمية وتشمل هذه الإجراءات والأساليب والطرق التعليمية مثل المناقشة, المحاضرة, البحوث, التجارب الرحلات, الزيارات........... وتشمل الوسائل التعليمية مثل الأفلام والنماذج والخرائط والصور والرسوم....إلخ.
4- أساليب التقويم وأدواته التي تستخدم لقياس مدى تحقيق الأهداف.
5- تحديد الفترة الزمنية اللازمة للتنفيذ من حيث الكم والتوقيت (الأسبوع الأول من شهر.....).
ثانيًا: وضع الخطة اليومية:
لا تختلف الخطة اليومية عن الخطة السنوية في المبادئ والأسس أو العناصر التي تتضمنها وإنما تختلف هذه الخطة عن الخطة السنوية في أنه تتضمن أهدافًا تعليمية يمكن تحقيقها في حصة دراسية بينما تتطلب أهداف  الخطة السنوية فترة زمنية طويلة لتحقيقها وهي أيضًا تتضمن خبرات ونشاطات تعليمية محدده بالفترة الزمنية للتنفيذ وعناصر الخطة اليومية هي:  الأهداف  والخبرات التعليمية والإجراءات التعليمية وأساليب التقويم. وينبغي التأكيد على ضرورة ارتباط الأهداف السلوكية المحددة في الخطة مع الخبرات التعليمية  التي من شأنها أن تؤدي إلى اكتساب التلاميذ لهذه الأهداف وبأساليب التقويم التي تؤدي إلى التحقق من  مدى تعلم التلاميذ لهذه الأهداف. ويقترح على المعلم عند شروعه في التخطيط لحصة دراسية أو وحدة دراسية تتطلب أكثر من حصة دراسية مراعاة ما يلي:
- أن يقوم بتحليل دقيق للموضوع الدراسي لتحديد المفاهيم والقوانين والتعميمات والمبادئ الأساسية والخبرات التعليمية التي يتوقع من التلاميذ تعلمها والمهارات التي يتضمنها والاتجاهات التي يتوقع من التلاميذ اكتسابها ذلك لأن هذا التحليل يساعد المعلم في تحديد الأهداف التعليمية  للموضوع.
- أن يجيب المعلم على التساؤل الذي ينبغي عليه أن يطرحه على نفسه وهو: ماذا سيتعلم التلاميذ؟ فالإجابة على هذه التساؤل يمثل الأهداف التعليمية للموضوع أو للموقف التعليمي. وبالتالي فعلى المعلم تحديد الأهداف التعليمية للموقف التعليمي تحديد سلوكيًا حيث يراعي في كل هدف أن يكون مصوغًا على شكل سلوك يمكن ملاحظته وتقويمه وتنفيذه.
- أن يختار المعلم الخبرات التعليمية والنشاطات التعليمية المناسبة التي تشكل محتوى ومضمون هذه الأهداف.
- أن يقوم المعلم بتحديد الأساليب والإجراءات التعليمية بما في ذلك الوسائل التعليمية المناسبة.
- أن يحدد المعلم أساليب التقويم المناسبة لكل هدف تعليمي من الأهداف المحددة للموقف التعليمي.
- أن يحدد المعلم الفترة الزمنية المخصصة لتنفيذ كل هدف من الأهداف التعليمية في الحصة.
- أن يسجل المعلم ملاحظاته وآراءه في مكان مخصص في الخطة.
المراجع:
- محمد سيف الدين فهمي، التخطيط التعليمي.
- عبدالله عبد الدائم، التخطيط التربوي.
- إسماعيل صبري، التخطيط للتربية.
- مختار حمزة، تطور الاتجاهات في التربية.

* منقول بتصرف 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

شكرا لزياراتك ويسرنا ما تكتب من تعليق أو استفسار أو مشاركة .